الناس بتخاف من الفشل وبتخجل تتكلم عنه بس انا فشلت السنه دي وقلبي بيقولي احكي اللي تعرفه.
اللي يعرفني يعرف قصتي مع الفشل وقد ايه حياتي اتغيرت بعد ما رسبت سنتين ورا بعض في الجامعه. اكتر جزء مؤلم في التجربه كانت اللحظة اللي ادركت فيها اني انسان فاشل لان ماكنش عندي هدف انجح من الاساس.
انا كنت عايش بلا هدف في بدايه مرحلة الجامعه وفشلت لاني فاشل مش لاني بحاول أنجح وفشلت، وصدقني الفرق ضخم. ان يكون عندك هدف وتفشل في تحقيقه اهون بكتير من انك تكون انسان فاشل بلا هدف.
لما بدات احدد اهدافي بدأت افشل في تحقيق معظمها ورغم كده كنت سعيد وفخور بنفسي لمجرد اني عندي اهداف بحاول احققها ورغم اني وقتها مقدرتش اوصل للنتائج اللي انا عايزها الا اني كنت بتغير للافضل وحياتي بتتغير معايا للافضل وده كان بالنسبه لي ولا يزال احد اهم انواع النجاح اللي بقدر احققه كله سنه بغض النظر عن نتائج تحقيق الاهداف من عدمها.
الانسان الناجح هو من يسعي لتحقيق اهدافه، الانسان الفاشل ليس لديه أهداف تدفعه للسعي.
لو كان عندك اهداف السنه دي ورغم كل محاولاتك مقدرتش توصل للنتيجه اللي كنت بتطمح ليها فإنت انسان ناجح بغض النظر عن النتيجه، لانك قدرت تحدد هدف وسعيت له ولازلت بتحاول ومن المؤكد انك اكتشفت بعض نقاط الضعف اللي كانت غير معروفه بالنسبه لك وواجهتك بعض المشاكل والتحديات اللي صعب يكون ليها وجود لولا وجود الهدف لان كل ما بتحاول تحقق شئ جديد بتظهر لك مشاكل جديده وفقط من خلال محاولات حل المشاكل الجديده بتتكون الخبره وتتعمق المعرفه وبتوصل للحل وده كمان نجاح وسبب في تحقيق النتائج اللي بتطمح ليها واكتر عاجلا او اجلا بشرط استمرار السعي و عدم الاستسلام للاحباط.
المحاولات الفاشله بتوصلك لسر النجاح٫ لانك كل ما بتجرب طريقه فاشله بتستبعدها وتجرب غيرها لحد ما تلاقي الطريقه الصحيحه الانسب ليك لهدفك.
تخيل لو قدامك باب مقفول ولازم تفتحه ومعاك سلسله فيها ٢٠ مفتاح من بينهم مفتاح واحد بس هو اللي هيفتح الباب، لو عايز تفتح الباب بسرعه افضل طريقه هي انك تبدأ فورا تجرب مفتاح ورا مفتاح لحد ما تلاقي المفتاح المناسب. النتيجه هي انك ممكن تفتح الباب من اول محاوله وممكن كمان تفشل ١٩ مره قبل ما تنجح وباقي الاحتمالات قائمة.
في جميع الحالات مستحيل تفتح الباب بدون تجرب المفاتيح اللي معاك.
لو حاولت ولسه ما قدرتش توصل لهدفك جرب مفاتيح جديدة لحد ما توصل، كل واحد فينا عنده سلسله من المفاتيح (فرص ومحاولات) لازم يفضل يجربها لحد ما يوصل للمفتاح المناسب. بس الفرق في الحقيقه ان عدد المحاولات غير محدوده٫ والشطاره في عدم التوقف عن المحاوله.
مظاهر النجاح لا تدل علي حقيقته
زمان الانسان الناجح كان الانسان المتعلم اللي بيشتغل وعنده دخل يكفي احتياجاته الاساسيه. انسان عنده بيت واسره وعايش حياه آمنه مستقره ويعتبر فرد نافع في مجتمعه، لكن سقف النجاح في عالمنا دلوقتي ارتفع لدرجه تخلي ناس كتير يشوفوا نفسهم متأخرين وفشله حتى لو كانوا في واقع الامر ناجحين.
البعض يستعد للاستعراض والكثير على وشك الإحباط.
مع نهاية كل سنة السوشيال ميديا بتزدحم بفيديوهات تظهر انجازات اصحابها. سفر، شهادات، ترقيات، عربيات وبيوت جديدة، مشاريع وارباح، شهرة وتكريم، لحظات سعيده وتجارب خياليه ،الخ. دي مظاهر النجاح دلوقتي اللي لو معندكش منها سهل جدا تعتبر نفسك فاشل، لكن..
النجاح الحقيقي فعل وليس نتيجة. انت ناجح لو:
بتقرب من ربك
تبر والديك
بتحسن اخلاقك
بتطور مهاراتك
عندك هدف بتسعي له
بتتعلم ازاي تحل مشاكلك ب
تحاول تساعد غيرك
عندك امل تعيش حلمك
الوصول متأخر افضل من عدم الوصول
السنه دي كان عندي اهداف مقدرش احقق معظمها رغم اني حاولت وقدرت اعمل تحسن واضح لكن مقدرتش اوصل للنتيجه المتوقعه. اضايقت اكيد لما ادركت اني مش هقدر انجزها قبل نهاية السنه لكن لان دي مش اول مره افشل في تحقيق نتيجه معينه في وقت محدد، قدرت بسرعه اتقبل النتيجه واغير منظوري من الفشل في تحقيق النتيجه الي النجاح في السعي واستمرار المحاولات وهنا ادركت قد ايه انا ممتن لكل الحاجات اللي اتعلمتها وطورتها في نفسي خلال رحلة السعي اللي هتفضل مستمره ان شاء الله.
الحاجة اللي هونت عليا كانت إني فاهم إن كل واحد فينا ليه طريقه. مش شرط تكون كل الطرق سهلة أو صعبة بنفس الدرجة. ممكن طريقك يكون فيه مطبات ولفّات كتير، أو ممكن يكون مستقيم لكنه مليان عوائق صغيرة بتعطلك. ممكن تعمل كل اللي عليك وتكتشف انك كنت مُقصر او أخطأت التقدير وممكن تحصل في حياتك مفاجآت تغير مسارك وتتبدل معاها اهدافك.
شكل تجربة كل واحد فينا مختلفه بحسب طبيعة هدفه، خبرته ومهاراته الي جانب عوامل كتير خارجيه بتخلينا نوصل في اوقات وظروف مختلفه حتي لو كانت اهدافنا واحده. عشان كده انا برفض المقارنه بالآخرين من حيث النجاحات والانجازات اللي حققوها. اتعلم من الشخص الناجح بدل ما تقارن نفسك بيه، حول نجاح الأخرين لمصدر إلهام وتشجيع لانه دليل علي ان حلمك انت كمان مش مستحيل. اللي غيرك قدر يحققه تقدر انت كمان تحققه مع اختلاف التوقيت والكيفية لان مافيش حد فينا تجربته مطابقه لتجربه اي شخص تاني.
مش مهم السرعة اللي بتتحرك بيها، المهم إنك ما توقفش. أوقات بنحس إننا متأخرين أو إن ناس تانية سبقونا، لكن مين قال إن اللي بيوصل أسرع هو اللي حياته أحسن؟ ممكن تكون السرعة دي بتفقدهم حاجات مهمة زي التواضع أو زياده مفاجآه في حجم المسؤوليه اكبر من قدرتهم علي تحملها.
استعجل على المحاوله والتعلم وتطوير ونفسك وتقديم قيمه للآخرين، هي دي مسؤليتك انما النتيجه عمرها ما هتكون مضمونه ١٠٠٪.
خوفك من الفشل أو من الطريق ده طبيعي. لكن ماتسيبش الخوف يسيطر عليك. انت لما بدأت الطريق، ماكنتش عارف إيه اللي مستنيك، بس قررت تبدأ. وده في حد ذاته شجاعة. الشجاعه هي التصرف والمواجهه في وجود الخوف.
الحياة مش سباق، وكل واحد عنده تحدياته اللي ما حدش غيره بيشوفها. نجاح غيرك مش معناه إنك فشلت. سعادتهم مش بتاخد من سعادتك.
لو حاسس بالتعب والإحباط لانك مقدرتش تحقق اهدافك السنه دي، خد استراحة، ريّح نفسك لكن أوعى توقف. الرحلة دي تخصك بكل تفاصيلها، وإنت الوحيد اللي تقدر تكملها.
انت ممكن تكون لسه ما وصلتش لهدفك رغم محاولاتك، لكن الأكيد انك اصبحت اقربله كتير من الأول.
كل خطوة بتقربك أكتر، حتى لو بطيئة. الطريق ليه نهاية، والجميل إنك طول ما إنت ماشي فيه، هتشوف مفاجآت جميلة تستاهل كل التعب. ولما توصل ان شاء الله تكتشف ان اجمل مافي النجاح هي رحلة سعيك إليه بإخلاص.
سعيك نجاح، والنتيجه فضل وتوفيق من ربنا. احسن السعي تُفاجأ بكرم العطاء.
اجمل مافي النجاح هي رحلة سعيك إليه بإخلاص
Loved it